مجلس الشورى لعام 1371هـ

"بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل

إلى جناب الابن فيصل                                                                          سلمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....وبعد:

فقد رفع إلينا مجلس الشورى تقريره العام عن الأعمال التي أنجزها سنة 1370هـ الماضية، وأطلعنا على ما جاء في التقرير المذكور من المساعي الطيبة، والجهود الجميلة التي بذلها المجلس المشار إليه، وعلى حرصه على أداء المهمة الملقاة على عاتقه بما تقضي به المصلحة العامة.

ونحن نقدر للمجلس المشار إليه مساعيه وإخلاصه، ونشكره على الجهود التي مازال يبذلها بصدق وأمانة. ولذلك نأمر بهذا تمديد مدة المجلس المشار عليه سنة كاملة ابتداء من غرة محرم سنة 1371هـ الحالية.

فينبغي إبلاغ المجلس ذلك. نسأل الله التوفيق والسداد للجميع.

والسلام".

بعد ذلك تقدم عضو المجلس الشيخ أحمد الغزاوي، وألقى باسم المجلس الخطاب الآتي، ونصه:

"بسم الله الرحمن الرحيم

مولاي سمو الأمير المعظم:

حريٌ بنا ونحن في مطلع الدورة الجديدة للمجلس أن نستهل خطابه بين يدي سموكم الجليل بحمد الله جل وعلا على ما أنعم به على هذه الأمة من نعم جزيلة، ومنن كثيرة لا تحصى في ظل ورعاية صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم، وأن نثني على ذلك برفع أخلص الشكر، وأعمق الولاء إلى جلالته ممثلاً في شخص سموكم المحبوب، على ما أولانا به من الثقة الغالية، والعطف الملكي الكريم في مرسوم جلالته العالي الصادر بتأييد هذا المجلس لسنتنا الحالية تأييداً ينم عن رضاء جلالته بالمجهود المتواضع الذي بذله المجلس خلال دورته الماضية في سبيل الصالح العام، وتقديره المشكور للمهام التي اضطلع بها طيلة العام الفائت في حدود مارسمه له من اختصاصات.

ولئن كان ذلك يا مولاي من أعظم دواعي الشرف والفخار والاعتزاز لهذا المجلس؛ فإنه ليعلم موقناً أن ما يهدف إليه جلالته من وراء ذلك؛ إنما هو الاستزادة من تأدية المجلس لواجباته تجاه الشعب والبلاد، وبذل كل التضحيات المشروعة المستطاعة للاضطلاع بواجب الأمانة التي قلده إياها صاحب الولاية أيده الله وأمده بعونه وتوفيقه ولأداء مهمته في هذا المضمار كاملة غير منقوصة.

يا صاحب السمو:

ليس من شك أن الأمة بأسرها من أقصى الخليج شرقاً، إلى البحر الأحمر غرباً، إلى صحاري حدود العراق، وشرقي الأردن شمالاً، ووهاد اليمن جنوباً؛ وقد خطت في عهدكم الزاهر خطوات واسعة موفقة في طريق الحياة الصحيحة المنشودة والرقي المأمول، ومن ورائها حكومتها الرشيدة تشد أزرها وتقوي من عزيمتها وتبث فيها الثبات والجد والإقدام والعمل الصالح المنتج في حقول الحياة، والمرافق العامة اجتماعية كانت، أو اقتصادية، أو ثقافية، أو عمرانية.

ولئن تلقى الناس بالأمس القريب أفراداً، وجماعات في أنحاء الجزيرة، وفي أقطار العالم الإسلامي قريبة وبعيدة بارتياح وتقدير عظيمين ما تفضل به جلالة عاهلنا المفدى من إصدار أوامره الكريمة وبذل تضحياته المالية الجسيمة في سبيل إصلاح المسجد النبوي الشريف، وتوسعته ليستوعب أكبر عدد ممكن من المصلين في موسم الحج التي تزخر بالوافدين من شتى أنحاء المعمورة، وترميم المسجد الحرام، وتحسينه لتيسير أداء الصلوات فيه، فإن التاريخ وكفى به عدلاً؛ سيسجل لجلالته هذه المفخرة الخالدة، وكل تاريخ جلالته مفاخر.

نعم سيسجلها، وسيحفظها بين دفتيه بأحرف من نور وسيتناقل أنباءها الأجيال جيلاً بعد جيل ورعيلاً بعد رعيل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

يا صاحب السمو:

حقيق بنا ونحن في هذا الصدد العظيم أن نذكر ما يمت إليه بصلة مما بذلته حكومة جلالته في غضون هذا العام من الجهود الموفقة، والمساعي الموطدة في سبيل إكرام وفادة الحجاج وهم وفود الله وتأمين وسائل الراحة والطمأنينة واليسر لأداء مناسكهم.

ففي منى، ومزدلفة، وعرفات افتتح عدة طرق فرعية، وخططت عرفات تخطيطاً فنياً رائعاً، وأنيرت أرجاؤها بالكهرباء، وافتتح الطريق الجديد في المعابدة بمكة، وجرت سفلتته مما أدى إلى تسهيل حركة السيارات والمشاة منه، كما جرت توسعة طريق جدة وهو من الأهمية بمكان.

وأنشئت مجاري العين الجديدة إلى مكة من "الجديدة"، ويؤمل تعميم وصول الماء في القريب العاجل إلى الدور بقمم الجبال وسفوحها، وإلى أعلى الدور بسهول مكة، وشعابها، وليس الأمر مقتصراً على العين الجديدة بمكة، فلقد تفضل جلالة الملك – حفظه الله – بإصدار أمره العالي بجلب الماء العذب إلى ينبع لتفريج ضائقة أهلة، ومن يرتاده من الحجاج القادمين إلى الأراضي المقدسة من شمال المملكة بحراً، وبراً، وعهد إلى المهندسين الاختصاصيين بالكشف عن طبيعة الأراضي هناك، وتقديم التقارير الفنية عن هذا المشروع النافع لتحقيقه في القريب العاجل –إن شاء الله -، كما تفضل سمو ولي العهد المعظم بإصدار أمره الكريم بتزويد مدينة الرياض بالماء النقي سداً لحاجتهم الملحة إليه.

وفي مكة أيضاً حركة نشيطة لمد خطوط الكهرباء العامة فيها، وأن الأمل المعقود بعونه تعالى على إتمامها والبدء بإنارة الشوارع العامة في أواسط هذا العام، وتهيئة وسائل إنارة الدور والحوانيت في جميع الأحياء قبل ختامه.

ولا ننسى أن نذكر بالثناء حركة المواصلات في موسم الحج الفائت مما كان له أثره الطيب في رضاء الحجاج، والأهلين عنها بما وفر لهم من السيارات الجديدة، والقديمة الصالحة للاستعمال على أنواعها، وأحجامها، ودرجاتها.

وفي مجال النهضات العلمية، والصناعية، والطبية، والعسكرية، والبوليسية لا ننسى أيضاً أن نذكر بمزيد من الإعجاب والفخر والأمل ببعثاتنا المتنوعة التي تهدف إلى الاستزادة من شتى المناهل في مصر، وأوربا، والعالم الجديد، وما هي عليه من تقدم مستمر، وارتفاع نسبة النجاح بين طلابها عاماً فعاماً، مما يبشر بمستقبل قريب أكثر ازدهاراً للأمة والبلاد. هذا إلى جانب اهتمام جلالة القائد الأعلى للجيش، ووكيل القائد الأعلى سمو ولي العهد، وسمو وزير الدفاع بتدعيم الجيش السعودي المظفر الذي يعتبر بحق – بعون الله تعالى – دعامة البلاد وحصنها الحصين واحتيال الفرص لتزويده بالوحدات الميكانيكية القوية، والأسلحة الحديثة، والعتاد والذخيرة، والمنشآت وكل ما من شأنه أن يرفع مستواه بين جيوش العالم الحديثة.

وإلى جانب وصول الخط الحديدي من الدمام إلى الرياض وافتتاحه فعلاً، وما يترتب على ذلك من تسهيل المواصلات، وتوفير المواد الغذائية، وتيسير سفر الحجاج القادمين من تلك الناحية إلى الأراضي المقدسة، مما يعتبر نواة لإنشاء شبكة خطوط حديدية كبرى تربط المملكة من شرقيها إلى غربيها، ومن شماليها إلى جنوبيها؛ الأمر الذي يعود على الأمة والبلاد بالمنافع الجمة والخير العميم.

وإلى جانب افتتاح مدارس جديدة ثانوية، وابتدائية في المدن، والقرى من أنحاء المملكة لمحاربة الأمية، ونشر الثقافة الصحيحة بين أبنائها وفي مقدمة ذلك تأسيس المعهد العلمي الإسلامي السعودي، والمكتبة القيمة في الرياض تحت إشراف رعاية سمو ولي العهد المعظم، وما يرجى لهما من المساهمة الفعالة في رفع مستوى الثقافة في المملكة. يضاف إلى ذلك ما هو ملموس من قيام نهضة زراعية فتية، واستثمار ما أمكن استثماره من الأراضي، ومديد المساعدة والعون إلى المزارعين النموذجية، واشتراك المؤولين في المؤتمرات الدولية للأغذية والزراعة مما يترتب عليه تحسين وسائل الزراعة وتنميتها، وتوسيع آفاقها بهذه البلاد.

وفيما يختص بالجهاز الحكومي فلقد كان لصدور المرسوم الملكي الكريم بتشكيل وزارتي الداخلية، والصحة، واسنادهما إلى سمو الأمير عبد الله الفيصل شبلكم الكريم أثره الطيب في النفوس من حيث وضع الأمور في نصابها والرغبة في استكمال أسبابها؛ فإن ما عرف عن سموه من الدأب والإخلاص للصالح العام كفيل بأن يسير بنا بتوجيه سموكم، ورعايتكم الأبوية الكريمة خطوات واسعة إلى الأمام وليس ببعيد عنا اعتزام سموه فتح مستشفى الكعكي بجرول، وابتعاث مندوب عنه خارج المملكة لاستقدام أطباء مختصين في شتى فروع الطب، والصيدلة القانونية، وجلب أحدث الآلات، والأدوات الطبية والأدوية ، والمستحضرات لتزويد المستشفيات الحكومية بها في العاصمة، والمدن الأخرى، إلى غير ذلك من المشاريع التي يعتزم سموه إخراجها إلى حيز الوجود للنهوض بالناحية الصحية في هذه البلاد إلى المستوى اللائق بها، وجعلها متمشية مع ما تطلبه حاجة البلاد، وظروفها سيما ما يتعلق باستقبال مواسم الحج الواقعة في صميم الصيف بما ينبغي لها من الاستعدادات الناجزة التامة الواسعة النطاق.

ولا يفوتنا يا صاحب السمو أن ننوه بإعجاب وتقدير بما قامت، وتقوم به الحكومة دائما من توطيد علاقات المودة والصداقة مع الأقطار العربية والإسلامية الشقيقة، وما تسعى إليه من تأييد لها في أمانيها الوطنية، وما تنتهجه من السبل الحكيمة في نطاق السياسة الدولية العامة بفضل الله تعالى ثم بإرشاد وتوجيه صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم.

هذا استعراض موجز لأهم ما أمتاز به العام الفائت من مشاريع، وتوجيهات، وأما ما ينبغي أن تضطلع به الجهات المسئولة في هذا العام دون هوادة ولا توان فإن مجال القول فيه واسع لا يحد، ويجمل بنا أن ننوه هنا بأهم النقط التي يوجه إليها المجلس أنظار تلك الجهات وليستحثها في إنجازها.

يا صحب السمو:

إن قيام أمانة العاصمة، والبلديات بواجباتها كمؤسسات ذات أهمية مسؤولية كبرى يستدعى العمل من جانبها على تنظيم المدن وتوسعة شوارعها وسفلتتها، وغرس الأشجار فيها وإقامة الحدائق، والساحات العامة خلالها وفي ضواحيها، وتأمين جباية وارداتها، وسد نفقاتها في حدود ما هو مقرر لها من ضرائب ومصالح، ومبادرتها بتقديم ميزانياتها، ولوائح الإصلاح التي تنوي القيام به، وما تقترحه من وسائل صحيحة تضمن قيامها بما هو مطلوب منها على أوسع نطاق وحكمة مع ضرورة سرعة العمل على ما يضمن تحويل مرور السيارات إلى طريق آخر غير المشعر أثناء قيام الحجاج بالسعي تفاديا من تشويشهم، وإزعاجهم بالوسائل الفنية الصحيحة التي يقرها أرباب الشأن من ذوي الاختصاص الفني، والمبادرة لذلك حتى يتم إن شاء الله قبل حلول أشهر الحج القادمة. ويرى المجلس أن تتخذ جميع التدابير اللازمة من قبل الدوائر ذات العلاقة لاستقبال موسم الحج القادم على أتم استعداد مع تلافي كل نقص ملحوظ في ضوء التجارب في الموسم الأخير في شتى النواحي والمرافق العامة تمشياً مع رغبات حكومة صاحب الجلالة، واهتمامها الملموس بشؤون الوافدين والأهلين معاً، وأوامرها المتكررة في هذا الشأن. ويستنهض المجلس الدوائر كلها في بذل أقصى النشاط – كل فيما يختص به ويعينه – ضمن الصلاحية المخولة لها، وطبق أحكام الأنظمة المصدقة سيما ما يختص بتشجيع حركة البناء، والعمران تفريجاً لأزمة السكن بمقتضى ما تقرر فيها من قبل المجلس سابقاً، واقترن في حينه بالتصديق العالي، وتقديم موضوعاته إلى المجلس حسب النظام، وفي الأوقات المقررة حتى لا ينشأ من تأخيرها تعويق حركة الإصلاح المنشود، وللدوائر مطلق الحرية في تقديم مقترحاتها، ومرئياتها نحو تعديل أي نظام دلت التجارب على ضرورة تعديله، أو إضافة مواد جديدة عليه مع بيان الأسباب الموجبة لذلك ليعالج المجلس مواضيعها بما يحتمه الواجب، وتقتضيه المصلحة العامة.

يا صحب السمو:

يهم المجلس أن يشير إلى ما للمدينة المنورة ثاني الحرمين الشريفين من مكانة دينية، وأدبية مرموقة لدى العالم الإسلامي قاطبة، ويرى – وقد حظيت بتوجيهات حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم – أن ينوه بحاجتها إلى إيجاد الكهرباء العامة فيها، وتنشيط حركة العمران، والزراعة بها، والاستزادة من توفير وسائل الراحة والرفاه لزائريها، ويرجو المجلس مخلصاً أن تضاعف الدوائر الرئيسية، والفرعية المختصة بالعاصمة، والمدينة نفسها من اهتمامها بهذه الشؤون تمشياً مع سياسة العطف والإنهاض والتشجيع التي تسير عليها حكومتنا السنية نحو هذه المدينة المقدسة، ووافديها. على أن المجلس سيعنى بدراسة المسائل العامة، ومعالجتها بصورة أوسع في خطابه التقليدي الذي سيرفعه إلى أنظار سموكم الجليل جواباً على المرسوم الملكي الكريم بتأييد المجلس لدورته الحالية مما يراه كفيلاً للمصلحة العامة.

والله نسال أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح".

وعلى إثر ذلك تفضل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد العزيز، وأرتجل الخطاب السامي الآتي، ونصه:

"بسم الله الرحمن الرحيم

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً للخير، قبل كل شيء أحب أن أنوه بما تفضل به حضرة صاحب الجلالة بشكره العظيم وممنونية جلالته مما قام به المجلس في دورته الماضية، وهذا طبعاً فضل جلالته تشجيعاً للمجلس، وللأمة جميعاً على توخي ما فيه الصالح العام، وتتبع خطوات جلالة الملك المعظم في الإصلاح والرغبة في كل خير. ولاشك أن خطيب المجلس قد كفاني مؤونة سرد ما قامت به الحكومة في السنة الماضية من أعمال، وهذا طبعاً يستوجب الشكر للمجلس وللخطيب. ولكن المأمول في الجميع بحوله وقوته سواء المجلس، أو الحكومة أن يكون الهدف في الأعمال هو الصالح العام، وأن تكون الأعمال تنفيذية أكثر منها قولية. لاشك أنه لا يمكن إدراك كل ما هو في النفوس دفعه واحدة ولكن هذا لا يعني أن نعلل أنفسنا بالتمنيات، أو بالوعود، أو تحرى الألفاظ من الجهات المختصة فيما تتقدم له من مشاريع، أو اقتراحات أو آراء أو نصائح، فالمهم في ذلك هو العمل وليس القول.

يسرني جداً أن أسمع في هذه الدورة في خطاب المجلس شيئاً من الروح الوثابة التي تعبر عما هو مطلوب من المجلس من حق رقابة، وحق استنهاض الهمم في كل ما يتطلبه الصالح العام. وأرجو أن يكون هذا رائد المجلس، وأن يكون هذا عند حسن ظن جلالة الملك المفدى، والأمة والحكومة، لأن المهم كما قدمت العمل وليس القول، ولا يكفي أن يشكر المجلس الحكومة؛ ولكن عليه أن يقوم بمهمة إرشادها، وتنويرها إلى ما هو مطلوب منها. وهذا أكبر دليل على التعاون على أداء الأمانة التي وضعت على كاهل المجلس من قبل الأمة، ومن قبل جلالة الملك، وفي نفس الوقت يجب علينا أن نتوخى في أقوالنا ومرئياتنا ما هو في الإمكان من ناحية، ومن الناحية الثانية تقديم الأهم على المهم، وأن يكون رائدنا هو الصالح العام، وليس مجرد العاطفة أو الميل، وإنني متوقع بحوله تعالى أنه سيكون.

وهناك بعض أشياء لم تذكر مما تم إقراره أن الشروع في تأسيسه، مثال ذلك:
 
  1. تأسيس مصنع الذخيرة الصغيرة في الخرج، وهذا وضُع أساسه، وسيتم قريباً العمل به إن شاء الله.




  2.  
  3.  
  4. التزام الحكومة إنشاء مباني فنية للكرنتينات بجدة فقد تمت الإجراءات فيه وطرح في المناقصة، وسيُبدأ به في أقرب فرصة.


وهناك أشياء لا يزال النظر جارياً فيها ولا أحب أن أستبق الحوادث حتى تتم إجراءاتها.

وعلى كل حال فإن حكومة جلالته سائرة في طريقها معتمدة في ذلك على الله، ثم على توجيهات صاحب الجلالة، وثقة الشعب ولإخلاص المسئولين في سبيل ما يتطلبه الواجب من أعمال.

هذا ما حضرني الآن في هذه اللحظة، على كل المستقبل أمامنا، والمسئولية عظيمة، وكل ما نرجوه من الله أن يسدد خطانا وأن يلهمنا الرشد، وأداء الأمانة بإخلاص، وأن يجعلنا دائماً هداة مخلصين مؤمنين عاملين لكل ما فيه الخير إن شاء الله.

والآن باسم الله ثم نيابة عن جلالة الملك مولاي الملك المعظم نفتتح هذه الدورة لسنة 1371هـ، راجين من الله تعالى أن تكون سنة خير ويمن على هذه البلاد والأمة وعلى العرب والمسلمين".