د. عبدالله آل الشيخ: الشورى إحدى السمات المهمة في سياسة الملك عبدالعزيز

20 ذو الحجه ١٤٣٧هـ الموافق 19 سبتمبر ٢٠١٦م

وصف معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية بأنه يوم تاريخي لا ينسى وذكرى راسخة في أذهان أبناء هذا الوطن جيلاً بعد جيل.
وقال معالي رئيس مجلس الشورى: إن موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ ومعه رجاله المخلصون، ورثونا أمانة عظيمة لم يشهد لها العصر الحديث مثيل، حيث أسس أول وحدة عربية على أرض الجزيرة العربية, وحد فيها القلوب, وجمع الشتات, وصهر سكان الجزيرة في مجتمع واحد, ونشر الأمن, وبدد الجهل بالعلم, وأسس أركان دولة التوحيد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وأضاف: يحق لنا جميعاً أن نفخر بهذه الذكرى العظيمة وأن نحتفي بها، لأنها تمثل لنا الماضي والحاضر والمستقبل, هذه الذكرى مناسبة في كل عام يتوقف فيها أبناء هذا الوطن لاستلهام العبر والدروس, من الملك عبدالعزيز ورجاله العصاميون, الذين خاضوا ملحمة كبرى, وجابوا الصحاري والفيافي من أجل توحيد هذا الكيان, فرغم ندرة الموارد المالية, فقد استطاع الملك المؤسس عبدالعزيز – رحمه الله –بحكمته وفراسته, ونفاذ بصيرته, وبعزيمة الرجال التي لا تكل, أن يجمع القبائل المتناحرة, وسكان الجزيرة حوله شركاء في مشروع التوحيد والبناء, وعمل على تأسيس نظام يستمد قوته وثباته من عمقه التاريخي, ومن شريعة الله السمحة والدين الإسلامي القويم الذي ارتضاه الله لعباده.
وأشار معالي الدكتور عبدالله آل الشيخ إلى أن الشورى شكلت إحدى السمات المهمة في سياسة الملك عبدالعزيز – رحمه الله - لبناء الدولة وتأسيس نظام الحكم والإدارة, فقد كان من أول القرارات التي اتخذها الملك عبد العزيز - رحمه الله- بعد توحيد البلاد أمره بتكوين مجلس للشورى لإيمانه العميق بأهمية مبدأ الشورى في إدارة شؤون البلاد, وسار أبناؤه البررة من بعده على هذا النهج القويم في إدارة شؤون الدولة .
وأكد أن مجلس الشورى أصبح بحمد الله وتوفيقٍه ثم بدعمِ ولاة الأمر سنداً قوياً للدولة، وحلقة رئيسة في منظومة السلطة التنظيمية في المملكة، وعضواً فاعلاً في العديد من الاتحادات البرلمانيةِ سواء على المستوى العالمي أو القاري أو الإقليمي، ويتفاعل مع نظرائِه الأعضاء في هذه الاتحادات تفاعلاً إيجابياً وبما يراه مفيداً لتطوير عمله وآلياتهِ, ويحقق أهدافهُ السامية.
ونوه معالي رئيس مجلس الشورى بما تشهده المملكة العربية السعودية في هذا العهد الزاهر عهد ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – من نقلة نوعية إن على المستوى إدارة الحكم, أو في الجانب الاقتصادي, أو السياسي, حيث يقود ـ ايده الله ورعاه ـ البلاد اليوم نحو مرحلة جديدة من النمو والبناء والعزة والكرامة، مشيراً إلى أن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 تجسد رؤية القيادة نحو مستقبل البلاد, كما تجسد مرحلة متقدمة من التخطيط التي ستنقل المملكة العربية السعودية بإذن الله إلى مصاف الدول المتقدمة معرفياً ومادياً.
ولفت النظر إلى أن مجلس الشورى من خلال صلاحياته الرقابية والتشريعية هو ركن أساس في رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، مؤكداً أهمية الدور الذي يقوم به المجلس في صناعة القرار، وحرصه على الارتقاء بأدائه ومخرجاته التي تسهم في صناعة القرار الوطني.
وحيا معاليه بهذه المناسبة الجنود البواسل الذين يسطرون البطولات على حدود الوطن, ويقفون سداً منيعاً في وجه مخططات الإرهاب التي تستهدف بلاد الحرمين الشريفين، ويذودون بأنفسهم لحماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره. داعيًا الله تعالى أن ينصرهم ويسدد رميهم, وأن يتغمد شهداءهم بواسع رحمته, ويشفي مصابهم.
وأشاد معالي الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ بالدور الرائد للمملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين, والدفاع عن قضاياهم, وبجهودها العظيمة في عمارة وتوسعة الحرمين الشريفين والسهر على راحة ضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين, والتصدي بكل قوة وحزم لمؤامرات ومخططات أعداء الأمة الإسلامية, وبخاصة تدخلات بعض القوى الإقليمية في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية وإثارة الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

ورفع معالي رئيس مجلس الشورى بهذه المناسبة أسمى آيات التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية, وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهم الله - ولحكومة وشعب المملكة العربية السعودية.

وسأل معاليه في ختام تصريحه الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ،وسمو ولي ولي العهد, وأن يديم على بلادنا الغالية أمنها واستقرارها.