د. محمد آل عمرو: ما نعيشه اليوم من إنجازات امتداد للنهج الذي أرساه الملك عبد العزيز

20 ذو الحجه ١٤٣٧هـ الموافق 19 سبتمبر ٢٠١٦م

رفع معالي الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور محمد بن عبدالله آل عمرو أسمى آيات التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية, ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهم الله – بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في ذكراه السادسة والثمانين.
 وقال معاليه في تصريح بهذه المناسبة: إن الثالث والعشرين من شهر سبتمبر عام 1932م شهد ولادة أول وحدة عربية على شبه الجزيرة العربية حينما أعلن موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه - تأسيس المملكة العربية السعودية بعد أن سطر ورجاله المخلصون ملحمة بطولية تاريخية على أرض الجزيرة العربية امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً, توجت بتوحيد أجزاء هذا الوطن تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله, ذلك اليوم كان الفاصل بين حياة الخوف والفرقة والنزاعات, والجهل, وبين حياة الأمن والاستقرار, والوحدة ونبذ العصبية, ونشر العلم لتبديد ظلام الجهل.

وأبان الدكتور آل عمرو أن تلك اللحظة التاريخية التي أعلنها الملك عبدالعزيز قبل ستة وثمانين عاماً تمثل الانطلاقة الأولى في دروب التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، وتأسيس العديد من المؤسسات الإدارية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، والتعليمية، لهذه الدولة الناشئة رغم ضعف الإمكانات وقلتها في ذلك الزمن ، حيث لم تكن هناك أي مصادر ثابتة للدخل، ولكنها العزيمة والإصرار والهمة العالية والقيادة الحكيمة للملك عبدالعزيز- رحمه الله -.

وعد هذه الذكرى مناسبة في كل عام يتوقف فيها أبناء هذا الوطن لقراءة الحاضر في هذا العهد الزاهر .. عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـــ يحفظه الله ـــ عهد الخير والنماء, عهد الحزم والعزم , والنقلة الحديثة في إدارة الدولة بما يواكب المستجدات ومتغيرات العصر, ويستجيب للتطورات المتلاحقة التي تشهدها المملكة العربية السعودية على أكثر من صعيد, ويساير المكانة الرائدة التي باتت تتبوأها المملكة على المستوى العالمي.

ونوه بالإنجازات التي تحققت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز الرامية إلى تعزيز التنمية الشاملة وتطويرها في مختلف المجالات بما يحقق المزيد من الرفاهية والرخاء للشعب السعودي, مشيداً على نحو خاص برؤية المملكة 2030 وببرنامج التحول الوطني 2020 الذي تتطلع من خلالها القيادة الرشيدة إلى تطوير آداء الأجهزة الخدمية, والارتقاء بآدائها, ودعم الاقتصاد الوطني ودعم روافده بتنويع مصادر الدخل, من خلال تعزيز الصناعة الوطنية والاستثمارات, ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة, وفتح مجالات واسعة لفرص العمل لشباب وفتيات الوطن.

ولفت معاليه النظر إلى الدور الرائد للمملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين منذ توحيدها, حيث أولت الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن جل عنايتها ورعايتها, فعملت على توسعة وعمارة الحرمين الشريفين ليشهد المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في هذا العهد الزاهر أكبر توسعة لهما على مر التاريخ, لاستيعاب الزيادة المتتابعة في أعداد الحجاج والمعتمرين, كما أغدقت الدولة رعاها الله على تطوير المشاعر المقدسة وتهيئتها وبخاصة جسر الجمرات لتيسر آداء مناسك الحج على ضيوف الرحمن ولينعموا بالراحة والطمأنينة أثناء آداء مناسكهم, فضلاً عن خدماته الجلية لغوث ومساعدة المحتاجين والمنكوبين من أبناء الأمة الإسلامية بتقديم العون والمساعدات لهم والتخفيف من آلامهم ومصائبهم.

على الصعيد السياسي أشار معالي الأمين العام لمجلس الشورى إلى الدور المحوري للمملكة العربية السعودية إقليمياً ودولياً, حيث سجلت بمكانتها الاقتصادية ووزنها الإقليمي حضوراً قوياً على الساحة الدولية فأصبحت ضمن مجموعة العشرين التي تضم أكبر عشرين دولة اقتصادية ، إلى جانب سياساتها الثابتة التي تقوم على مبدأ الحق والعدل ، فكانت المملكة دوماً إلى جانب القضايا العربية والإسلامية تعمل على دعمها ونصرتها في مختلف المحافل الدولية، والشواهد كثيرة, منها على سبيل الذكر لا الحصر جهود المملكة في دعم الحكومة الشرعية لجمهورية اليمن, ونصرة الشعب اليمني الشقيق وحمايته من مليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي صالح من خلال قيادتها لقوات التحالف العربية, ودعمها للشعب السوري في أزمته الحالية.

وخلص إلى القول " إن ما نعيشه اليوم من إنجازات ما هو إلا امتداد للنهج الذي أرساه المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - وسار على إثره أبناؤه البررة الكرام, وما أحوجنا اليوم، أكثر من أي وقت سابق أن نكون أكثر حرصًا على وحدتنا واتحادنا خلف قيادتنا الحكيمة, وأكثر يقظة للمخاطر والتحديات التي تواجه بلادنا, والعمل على مواجهتها وتجاوزها تحقيقًا لأعمق معاني الولاء لهذا الوطن الغالي.

وسأل معالي الدكتور محمد آل عمرو الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي وولي العهد ويسدد على دروب الخير خطاهم, وأن يديم على بلادنا الغالية أمنها واستقرارها.