وفد الشورى التقى نائب مساعد وزير الخارجية وزار الغرفة التجارية الأمريكية ومعهداً فكرياً

د. الجفري: العلاقات السعودية الأمريكية تاريخية واستراتيجية

11 شعبان ١٤٣٧هـ الموافق 18 مايو ٢٠١٦م

أكد معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تاريخية واستراتيجية, ووثيقة قوامها العمل المشترك والتنسيق والتشاور بشأن مختلف القضايا الراهنة.

جاء ذلك خلال اجتماع معالي الدكتور محمد الجفري مع النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط السفير جيرالد فايرستاين في مكتبه بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن أمس الثلاثاء, وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها معاليه حالياً للولايات المتحدة على رأس وفد من مجلس الشورى يضم أعضاء المجلس معالي الدكتور محمد بن علي آل هيازع والدكتور خالد بن إبراهيم العواد رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الأمريكية والدكتور سعود بن حميد السبيعي, والدكتور فالح بن محمد الصغير, والدكتور عبدالعزيز بن أديب طاهر, والدكتورة سلوى بنت عبدالله الهزاع, والدكتور خولة بنت سامي الكريع, والدكتور خالد بن منصور العقيل, والدكتور طارق بن علي فدعق, والدكتور فهد بن حمود العنزي.

وشرح معالي الدكتور الجفري خلال الاجتماع المواقف الثابتة والراسخة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله - تجاه مختلف القضايا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص, وفي مقدمتها الوضع في سوريا, واليمن, والجهود الإنسانية التي تقوم بها المملكة تجاه الشعبين اليمني والسوري.

ولفت معاليه النظر إلى الظروف الاستثنائية التي تواجها المنطقة العربية, والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة لا سيما في اليمن وسوريا والبحرين, مؤكدًا موقف المملكة الداعم للجهود الدولية للحل السلمي للوضع الراهن في اليمن وسوريا.

وأشار إلى جهود المملكة في محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية, والتطرف, مؤكدًا أن ما يثار في بعض وسائل الإعلام الغربية ومنها الأمريكية بأن المملكة داعمة للإرهاب يدحضه الواقع, فالمملكة تعرضت للعمليات الإرهابية, وعانت من الإرهاب, وبذلت جهودها لمحاربة هذه الآفة الخطيرة سواء على الصعيد المحلي, أو الدولي من خلال مشاركتها في الجهود الدولية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.

من جهته أكد النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة, ووصفها بالاستراتيجية والقوية, وتزداد عمقاً بالزيارات المتبادلة على أعلى مستوى بين البلدين الصديقين, مشيراً إلى استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين الصديقين بينهما في مختلف القضايا الإقليمية والدولية سواء على مستوى القيادة في البلدين والتي كان آخرها زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمملكة, أو على مستوى وزيري الخارجية.

كما أكد السفير جيرالد فايرستاين أن المملكة دولة مهمة لواشنطن لدورها المحوري في المنطقة ولمكانتها السياسية والاقتصادية.

وجرى خلال الاجتماع بحث العديد من القضايا الراهنة في الشرق الأوسط.

ي سياق آخر قام وفد مجلس الشورى برئاسة معالي نائب رئيس المجلس بزيارة معهد الشرق الأوسط والتقى رئيسة المعهد السفيرة ويندي شامبيرلن, وعدد من الباحثين في المعهد.

ويعد المعهد من أقدم المراكز الفكرية في العاصمة واشنطن المتخصصة في قضايا منطقة الشرق الأوسط, ويهدف إلى تعزيز الباحثين الأمريكيين لقضايا الشرق الأوسط وتعميق التفاهم بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.

وفي بداية اللقاء قدم معالي الدكتور محمد بن أمين الجفري نبذة عن مجلس الشورى, واختصاصاته, وعضويته في الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية.

وأشار إلى المكانة الرائدة للمملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي, ودورها المحوري في المنطقة, إلى جانب قوتها الاقتصادية وعضويتها في مجموعة العشرين.

وأكد أهمية دور مراكز الفكر والدراسات الإستراتيجية الأمريكية في تقديم المعلومات الصحيحة للمواطن الأمريكي ولصانع القرار في الإدارة الأمريكية, ولوسائل الإعلام.

كما أكد وفد الشورى أن ما يثار من قبل بعض منظمات حقوق الإنسان الدولية بأن قوات التحالف التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن تستهدف المدنيين, هي معلومات غير صحيحة, حيث لا وجود لتلك المنظمات في الأراضي اليمنية, فهي تبني معلوماتها على ما تثيره وسائل الإعلام التابعة لمليشيات الحوثي, أو التابعة لمنظمات تديرها إيران.

وأشار أعضاء وفد الشورى إلى محاولات بعض الجهات المعادية ووسائل الإعلام الغربية إلصاق تهمة الإرهاب بالمملكة العربية السعودية وأنها ترعى التطرف, وأكدوا أن المملكة هي من أكثر الدول التي تعرضت للعمليات الإرهابية.

واستغرب أعضاء الوفد الصاق تهمة الإرهاب بدولة عانت من هذه الآفة الخطيرة, وتبذل جهدها الكبير لمواجهة الإرهاب والتطرف, وحققت نجاحات كبيرة في التصدي للإرهابيين, وهو ما شهد به العديد من الدول.

كما أبدى عدد من أعضاء الوفد استغرابهم من عدم اتهام النظام الإيراني بدعم الإرهاب, وهو الذي يرعى تنظيمات إرهابية مثل حزب الله في لبنان, والحوثي في اليمن, إلى جانب دعمه لبعض الخلايا في البحرين.

وقدم وفد الشورى لمحة موجز عن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي رسمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع, وأكدوا أن المملكة لديها قيادة طموحة, تستشرف المستقبل بنظرة تفاؤلية, وتعمل على تحول وطني على المستويين الاقتصادي والاجتماعي, بما يحقق للمواطن السعودي مستوى رفيعاً من الرفاهية ورغد العيش, ويحقق للوطن ديمومة الاستقرار والازدهار بمشيئة الله.

من جهة أخرى وفي إطار الزيارة الحالية لوفد مجلس الشورى للولايات المتحدة التقى معالي نائب رئيس مجلس الشورى والوفد المرافق له نائب رئيس الغرفة التجارية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط وتركيا السيد كوش تشوكسي, وذلك في مقر الغرفة في واشنطن.

وتركز اللقاء على بحث العلاقات التجارية بين المملكة والولايات المتحدة وسبل تطويرها, واستكشاف الفرص المتاحة للاستثمارات المشتركة بين رجال الأعمال في البلدين.

وأكد أعضاء وفد الشورى أن الولايات المتحدة هي أهم شريك تجاري للمملكة, ولفتوا النظر إلى أهمية تعزيز وتطوير الشركات الاستثمارية بين البلدين وتشجيع رجال الأعمال السعوديين والأمريكيين على استثمار الفرص التجارية المتاحة في البلدين.

ودعا وفد المجلس إلى دعم وتعزيز الاستثمارات المشتركة بين رجال الأعمال في البلدين.

ونوه السيد كش تشوكسي بالعلاقات التجارية بين المملكة والولايات المتحدة, التي تتعزز بالزيارات المتبادلة بين المسؤولين الحكوميين, ورجال الأعمال والاقتصاد, وتحفيز الشراكات الاستثمارية بين الجانبين.